أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة، أنّ الشيخ رفيعي أشار خلال مراسم الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة آية الله الكلبايكاني الذي عقد في المسجد الأعظم إلى صفات المتقين في قول أمير المؤمنين (ع) إذ قال عليه السلام: للمتقي ثلاث علامات: إخلاصُ العمل، وقصرُ الأمل، واغتنام المهل، وكذلك في قول الإمام السجاد (ع): حق الله الأكبر فإنك تعبده لا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحب منها، وكذلك رواية عن رسول الله (ص): ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهنّ قلبُ امرئٍ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم.
وحول الإخلاص قال الأستاذ في الحوزة العلميّة: إن الإخلاص أمرٌ يتعلق بحياتنا، ويشملها من كل جوانبها، فيكونُ الإخلاص مع الله، ويكونُ الإخلاص مع الناس، والإخلاص أساسُ دعوة الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾، وهذه الآية كأنما تحصِرُ أوامر الله لعباده في الإخلاص له؛ لأنه الأساس والركن والركين، فأساسُ أعمالِ الورى نياتُهم وعلى الأساسِ قواعِدُ البُنيانِ، والإخلاص هو تصفية القلب من الشوائب التي تكدر النية، وتعكر صفاء القلب، والإخلاص تطهيرٌ للقلب من التعلقِ بغير الله تعالى، وبه تسمو النفوس، وترتفع عن نظرات الناس وإعجابهم، فالمخلص لله سبحانه وتعالى لا ينتظر من الناس حمداً ولا شكراً، ولا ينتظر مدحاً ولا ثناءً ؛ لأن نفسه لا تتوق إلا لمرضاة الله، والوصول إلى مغفرته وعفوه.
وتابع القول: لو طبّق مفهوم الإخلاص في المجتمع فلن نجد هناك مشاكل في المجتمع؛ لأنّ نجاح الإنسان وخلاصه من خسران الدنيا والآخرة متوقفان على اخلاصه في العمل، وإحدى اسرار نجاح وتوفيق آية الله العظمى الكلبايكاني في حياته هي الإخلاص في عمله.
وفي نفس السياق تابع الشيخ رفيعي: إنّ آية الله العظمى الكلبايكاني كان مرجعاً ثورياً ومتقياً ومخلصاً ذا أبعاد متعددة ومتنوعة في العلم والثقافة ويتمتع بخصال وميزات بارزة ومن ابرزها الصلابة في أمر الدين والاستقامة على المواقف التي كان يتخذها انطلاقاً من التعاليم الدينية.